[b][[color=red][/colorالعملاق الذى بداخلى
حقاً ! لكلّ منا عملاقٌ كبير يسكنه ،
قد يميته الإنسان إذا غض الطرف عن سماعه ،
وإذا لم يغذّيه بما يحتاج إليه ..
والعمالقة أنواع ،
منها ما كان شراً ...
كعملاق الشهرة وحب النفس والدنيا والمال ..
فهذا يجب كبته كلما تطاول ،
وقهره كلما جمح .
فإنه وإن حقق سعادة مؤقتة في الدنيا ، فسيتقازم حتى يغدو مسخاً شنيعاً في الآخرة .
والعملاق الآخر هو عملاق الخير ،
وأبناءه كثرٌ ، ينمّيه العبد الصالح في داخله ،
فإذا كبر ملأ الدنيا خيراً بحسن عمله .
ولنا أن نستنتج من حياة الصحابة عبراً
، فقد كانوا عمالقة الدعوة والإيمان فنشروا في الأرض خيراً
كيف أخرجُ العملاق الذي في داخلي ؟
بداية .. عليك أن تحدد هدفك ، وترسمه ، وتجسده أمام عينيك ،
وليكن منك لجوء إلى الله تعالى كي يعين على تحقيقه .
في اللحظة التي تعرف فيها رسالتك وهدفك في الحياة تكون ولادة العملاق .
وبعدها تبدأ مرحلة النّمو ..
ينمو العملاقُ رويداً بكل خطوة تسيرها نحو تحقيق الهدف ،
بجمع الزاد المناسب ،
فطالب العلم ينمّي عملاقه بالبحث والسؤال واقتناء الكتب المفيدة والمراجع العامة التي تنفعه ،
ثم يبدأ بخطوات أخرى عملية في طلب العلم ،
وكلما سار خطوة ازدادت الثقة ،
والرغبة بالوصول ،
وعندها تقترب لحظة خروج العملاق ،
ليملأ الحياة نوراً بنشر العلم الذي تعلمه .
والمربّي يعلم أن له رسالة عظيمة ، فيعززها بالاستشارة وقراءة الخبرات والتجارب ،
وتدوين كل فائدة ، فيخرج عملاقه لحظة التطبيق ،
وتربية النفوس وتنشئة أجيال رائعة الهدف والتوجه .
احتساب العمل والنّية لله تعالى .
المحافظة على علوّ الهمة والثبات عليها .
الصبر والجلد حتى يتحقق المقصود .
الإخلاص لله تعالى في القول والعمل .
فإن الغرور بما حققته قد يقتل كلّ خير زرعته في داخلك ،
وقد يستحيل عملاقك وبالاً عليك ،
ومصدر هلكة ، ولذلك على المؤمن أن يتذكر دائماً أنه ماوصل لهذا إلا بفضل من الله تعالى وتوفيق .
وأخيراً .. هي دعوة للتنقيب في داخل كلّ منا عن بذرة خير ،
أو مكمن إبداع ، أو لمسة عطاء ،
مما اخترته لكم
حفصة
]center]
الموضوع الأصلي : بداخلك عملاق المصدر : منتدى رحيق الفردوس