حفصة الخير
كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1792 تاريخ التسجيل : 05/07/2011
| موضوع: كيف تتعلم فن الحوار؟ الجمعة يناير 13, 2012 12:04 am | |
| ________________________________________ الحوار من أعلى المهارات الاجتماعية، وهو من عمل الأنبياء، والعلماء، والمفكرين، وقادة السياسة، ورجال الأعمال، والمربين، وهو أساس لنجاح الأب مع أبناءه، والزوج مع زوجه، والصديق مع أخيه، والأمة الناهضة هي الأمة التي تشيع فيها ثقافة الحوار بين أبنائها، وكلما ابتعدت الأمة عن فتح آفاق الحوار عانت من الأمراض الاجتماعية ( التسلط، الذل، الكذب، المخادعة .. الخ).
مبادئ عامة: 1. إن محاولات التوفيق بين المصالح والحاجات والأفكار المتضاربة يشكل منبعاً أساساً للأفكار المبدعة والحلول المبتكرة، فمواقف الخلاف تفجر مخزوناً هائلاً من الطاقة يمكن لفائدتها أن تكون عظيمة لو وجهت الاتجاه الصحيح. 2. إن النقاش الجاد الشجاع للقضايا الصعبة المعلقة بين الأفراد والجماعات كفيل ببناء الأمن الحقيقي وتشييد أواصر الثقة. إن تجنب النقاش والحوار حول الخلافات الحادة والصغيرة يتسبب في تحول أسلوب التفكير عن الواقعية والمنطق نحو جوٍ مغلق من الخيالات والأوهام التي قد تكون أشد خطراً وضرراً من الوقائع الموضوعية والأفكار والمواقف التي يحملها الآخرون.
يحاول الناس السيطرة على الآخرين للأسباب التالية: 1. يريدون تحقيق مصالحهم فقط. 2. يخافون من اللقاء الحقيقي خاصة فيما يتعلق بالتعبير عن القضايا الصعبة والهامة. 3. يتقمصون الدور والموقع الذي يمثلونه بدلاً من تمثل حاجات ومصالح كل الأطراف. 4. يخضعون لجمود التفكير النمطي الجاهز في حل المواقف المشكلة. ولا يحاولون ولا يقدرون على إبداع أساليب جديدة. 5. يسعون لحماية وتأمين شخصياتهم الضعيفة. 6. يحاولون تجاوز الصراع أو حله بشكل سطحي دون تعمق في جذوره وحقيقته.
كيف يتم بناء التواصل والتفاهم: 1. إن المعاركة والانتصار كثيراً ما يكون هدفاً بحد ذاته لدى البعض، فإذا كان هدفك التفاهم والتعاون المستمر مع الآخرين فعليك أن تمتلك المهارات والقدرات التي تمكنك من إقامة التواصل الجيد والتقيد بقواعد التفاهم المثمر وعدم إظهار التفوق والقوة على الطرف الآخر. 2. عندما يكون الانطباع الأول سيئاً يقرر طبيعة العلاقة من خلال القلق الذي يتحول إلى موقف دفاعي فيلتزم الآخر الحذر والسكوت أو يصبح المرء هجوميا ومتوتراً أو يتصنع إبراز الثقة الزائدة. 3. إذا كنت تشعر أن مصلحتك في تشجيع محدثك على التعاون المثمر تجنب وإياك أخطاء التفكير النمطي، وكن على وعي بما أتيت به إلى اللقاء، وحدد لنفسك المزايا التي تتمتع بها ونقاط ضعفك في علاقاتك مع الآخرين. 4. أزل الحواجز وأعط الآخر فرصة ليتعرف عليك ولا تظهر صورة مصطنعة، وتجنب سوء التفاهم وتقديم معلومات مباشرة بما يسمح بالتحكم في موضوع النقاش وتوفير إمكانية توجيه الحديث إلى نقاط مختارة
حاول الاستعاضة عن التقييمات بالآراء: المقصود هنا ألا نأخذ تقييمات الآخرين على أنها حقيقة كاملة وموضوعية تنطبق علينا أو على أنها أحكام قاطعة ضدنا أو في حقنا, لأننا عندما نعتبرها كذلك نعطي لتقييمات الناس قيمة أكبر مما ينبغي ونسمح لهم بالتأثير بشدة في مجرى حياتنا وفي النتيجة فإننا سوف نوجه حياتنا طبقاً لتوقعات الآخرين ومتطلباتهم، بدلاً من توجيهها في ضوء حاجاتنا وقيمنا الخاصة، والحل يكون باعتبار التقييمات الموجهة من الآخرين آراء ووجهات نظر قد تمتلك الحقيقة أو بعضاً منها أو تخالفها ويمكن لنا استخدام عبارات لها تأثير إيجابي تجاه ما يطرحه الآخرون كتقييمات لنا:
• لا أتفق معك في حكمك علي. • إن لي رأياً مخالفاً وربما لم تنظر إلى المسألة من كافة جوانبها. • في الواقع إني أرى نفسي بشكل مختلف عن طرحك. لكن هذا لا يعني عدم توجيه الشكر للآخرين أو التعبير عن المشاعر الإيجابية وقبول المجاملة وتبادلها. ويمكن التعامل مع النقد الموجه إلينا بشكل سلبي بمواجهة الاتهامات بصراحة ومباشرة والاستفسار عن المعلومات الضرورية وطرحها أيضاً. ولا بد أحياناً من الاعتراف بأننا لسنا في الحقيقة كاملين أو معصومين أو أننا نمتلك الصواب بعينه، وفي حال معرفتنا بارتكابنا خطئاً واضحاً لا بد من استباق النقد لأنفسنا وهذا في الواقع خير أسلوب لتفريغ التوتر وإبعاد العدوانية.
كيف نفاوض أو نحاور كي نصل إلى إحراز التعاون: تعرف المفاوضة على أنها أسلوب مميز في الحوار يهدف إلى الوصول إلى اتفاق في موقف يرتبط فيه طرفان ببعض المصالح التي منها ما هو مشترك ومنها ما هو متعارض. وهذا خلاف لمفهوم العراك الذي يهدف إلى الانتصار على الخصم. وما ينطبق على المفاوضة ينطبق على الحوارات الثقافية ..
مراحل الحوار أو المفاوضة الهادفة إلى التعاون: إن الاتفاق على قواعد للسلوك وتنظيم الحوار والتفاوض يساهم بشكل فعال في الوصول إلى الغايات المطلوبة، والذي يساعد على ذلك وضع قواعد ملزمة يتم الاتفاق عليها وتنفيذها وهذا يمنع من الوقوع في الحوارات العشوائية وإضاعة الوقت ويجنب التوتر والشك وأشكال سوء التفاهم. وهنا نقترح عدداً من القواعد :
1. لماذا اجتمعنا؟ 2. ماذا يمكن أن نفعل؟ 3. ترتيب الموضوعات التي سنتناولها. 4. تحديد الوقت اللازم للتفاوض والحوار. 5. تحديد أطراف رئيسة يكون لها الأفضلية والأسبقية 6. تحديد منسق أو ضابط للجلسة يتولى إدارة الحوار ويسجل النقاط الرئيسة. 7. حفظ وتسجيل الأفكار والمقترحات والخلاصات. 8. تحليل الخلاصات السابقة.
بعض أنواع الحوارت السلبية:
1. الحوار العدمي التعجيزي: وفيه لا يرى أحد طرفي الحوار أو كليهما إلا السلبيات والأخطاء والعقبات وهكذا ينتهي الحوار إلى أنه لا فائدة ويترك هذا النوع من الحوار قدراً كبيراً من الإحباط لدى أحد الطرفين أو كليهما حيث يسد الطريق أمام كل محاولة للنهوض.
2. حوار المناورة (الكر والفر): ينشغل الطرفان (أو أحدهما) بالتفوق اللفظي في المناقشة بصرف النظر عن الثمرة الحقيقية والنهائية لتلك المناقشة وهو نوع من إثبات الذات بشكل سطحي .
3. الحوار المزدوج: وهنا يعطى ظاهر الكلام معنى غير ما يعطيه باطنة لكثرة ما يحتويه من التورية والألفاظ المبهمة وهو يهدف إلى إرباك الطرف الآخر ودلالاته أنه نوع من العدوان الخبيث.
4. الحوار السلطوي (اسمع واستجب): نجد هذا النوع من الحوار سائداً على كثير من المستويات، فهناك الأب المتسلط والأم المتسلطة والمدرس المتسلط والمسئول المتسلط ..الخ وهو نوع شديد من العدوان حيث يلغي أحد الأطراف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور، بل عليه فقط السماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر وهذا النوع من الحوار فضلاً عن أنه إلغاء لكيان (وحرية) طرف لحساب الطرف آخر فهو يلغى ويحبط القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبياً على الطرفين وعلى الأمة بأكملها. 5. الحوار السطحي (لا تقترب من الأعماق فتغرق): حين يصبح التحاور حول الأمور الجوهرية محظوراً أو محاطاً بالمخاطر يلجأ أحد الطرفين أو كليهما إلى تسطيح الحوار طلباً للسلامة أو كنوع من الهروب. 6. حوار الطريق المسدود (لا داعي للحوار فلن نتفق): يعلن الطرفان (أو أحدهما) منذ البداية تمسكهما (أو تمسكه) بثوابت متضادة تغلق الطريق منذ البداية أمام الحوار.
7. الحوار الإلغائي أو التسفيهي (كل ما عداي خطأ) يصر أحد طرفي الحوار على ألا يرى شيئا غير رأيه، وهو لا يكتفي بهذا بل يتنكر لأي رؤية أخرى ويسفهها ويلغيها وهذا النوع يجمع كل سيئات الحوار السلطوي وحوار الطريق المسدود.
8. حوار البرج العاجي: ويقع فيه بعض المثقفين حين تدور مناقشتهم حول قضايا فلسفية أو شبه فلسفية مقطوعة الصلة بواقع الحياة اليومي وواقع مجتمعاتهم وغالباً ما يكون ذلك الحوار نوع من الحذلقة وإبراز التميز على العامة دون محاولة إيجابية لإصلاح الواقع.
9. الحوار المرافق (معك على طول الخط): وفية يلغي أحد الأطراف حقه في التحاور لحساب الطرف الآخر إما استخفافا (خذه على قدر عقله) أو خوفا أو تبعية حقيقية طلباً لإلقاء المسئولية كاملة على الآخر.
10. الحوار المعاكس (عكسك دائما): حين يتجه أحد طرفي الحوار يميناً ويحاول الطرف الآخر الاتجاه يساراً والعكس بالعكس وهو رغبة في إثبات الذات بالتميز والاختلاف ولو كان ذلك على حساب جوهر الحقيقة.
11. حوار العدوان السلبي (صمت العناد والتجاهل): يلجأ أحد الأطراف إلى الصمت السلبي عناداً وتجاهلاً ورغبة في مكايدة الطرف الآخر بشكل سلبي دون التعرض لخطر المواجهة. مبادئ الحوار الإيجابي:
للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه: 1. موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص. 2. واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها. 3. متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل. 4. صادق: لا يخادع ولا يكذب. 5. متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
نماذج من الحوار القرآني: أمر الله رسوله الكريم بالجدال بالتي أحسن حتى مع الكفار والمشركين واهتم بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لأن الإسلام يرى بأن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار أو الجدال كما يطلق عليه القرآن الكريم في وصفه للإنسان {وَكَانَ الإنْسَانُ أكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا} الكهف 54. بل إن صفة الحوار أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت، إلى يوم الحساب كما يخبرنا القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَوْمَ تأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} النحل 111. من خلال ذلك نرى أن الحوار لدى الإنسان في نظر الإسلام صفة متلازمة معه تلازم العقل به، فالإسلام يرى أن المنطلق الحقيقي للحوار هو (ضرورة البحث عن الحق ولزوم أتباعه). قال تعالى: • {فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إلا الضَّلال} يونس 32. • {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا اْتَّبِعْهُ إْنْ كُنْتُم صَادِقِين} القصص 49. • {وَجَادِلْهُم بالَّتِي هِيَ أحْسَن}ُ النحل 125. • {ادْفَعْ بالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْم} فصلت 34.
نماذج من أساليب الحوار الواردة في القرآن الكريم: 1. وضع الأفكار موضع التمحيص والاختبار، واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه: • {وإنَّا وإيَّاكُم لَعلَى هُدَىً أو في ضَلالٍ مُبِيْن} سبأ 24 2. البدء في الحوار بالأفكار المشتركة: • {قُلْ يا أهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم إلا نَعْبُدَ إلا اللهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أرْبَاباً مِنْ دُوْنِ الله} آل عمران 64. 3. إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق: • { قُلْ يا أيُّهَا الكَافِرُون لا أعْبُدُ ما تُعْبُدُون ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد ولا أنَا عَابِدٌ ما عَبَدْتُم ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد لَكُم دِيْنُكُم وليّ دِيْن} الكافرون. • {وإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لي عَمَلي ولَكُم عَمَلُكُم أنْتُم بَريْئُونَ مما أَعْمَلُ وأنَا بَرِيءٌ مما تَعْمَلُون} يونس 41.
الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|
عابر سبيل
مؤسس المــوقع
عدد المساهمات : 1561 تاريخ التسجيل : 04/07/2011
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ الجمعة يناير 13, 2012 10:24 am | |
| وها هوا القلم النابض تضوى اصوات دقات نبضة
برائعة جديدة من روائع انتقائة
صح لسانك اخيتى حفصة الخير
وجعلها الله فى موازين اعمالك
الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|
حفصة الخير
كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1792 تاريخ التسجيل : 05/07/2011
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ الجمعة يناير 13, 2012 2:44 pm | |
| بوركت اخي الفاضل عابر سبيل على هذه الكلمات الدافعة للنشاط والحيوية
بارك الله في جهودك وجعلها خالصة لوجهه
حفصة الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|
قلم يكتب بألم
عدد المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 13/01/2012
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ السبت يناير 14, 2012 11:05 pm | |
| كل الشكر والامتنان لموضوعك الرائع تميز في الانتقاء نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا روعه مواضيعك
الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|
قلبى ملك ربى
عدد المساهمات : 108 تاريخ التسجيل : 05/08/2011
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ الجمعة يناير 20, 2012 4:38 am | |
| |
|
حفصة الخير
كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1792 تاريخ التسجيل : 05/07/2011
| |
حفصة الخير
كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1792 تاريخ التسجيل : 05/07/2011
| |
ابو مهاب
عدد المساهمات : 58 تاريخ التسجيل : 15/08/2011
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ السبت يناير 28, 2012 8:25 pm | |
| موضوع مميز فعلا اختي حفصة الخير
وما احوجنا الى معرفة اساسيات الحوا ر وادبياته ابو مهاب الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|
حفصة الخير
كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 1792 تاريخ التسجيل : 05/07/2011
| موضوع: رد: كيف تتعلم فن الحوار؟ الثلاثاء يناير 31, 2012 2:33 am | |
| بارك الله فيك اخي ابا مهاب
عندما نتعلم ان نستمع اكثر مما نتكلم
سنتعلم الحوار
بارك الله فيك
حفصة الموضوع الأصلي : كيف تتعلم فن الحوار؟ المصدر : منتدى رحيق الفردوس
|
|