الناسخ والمنسوخ
أهمية العلم به: العلم بالنسخ ضروري لفهم القرآن الكريم، ومعرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن أمر لا بد منه لحسن تفسيره ومعرفة أحكامه، وعدم الخطأ فيها، فقد يتبنى البعض حكماً استخرجه من آية، وهو لا يعلم أن هذا الحكم منسوخ. قال عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – على رجل يتحدث عن تفسير القرآن في المسجد، فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ ؟ فقال:لا. قال: أنت أبو من ؟ قال: لقد هلكت وأهلكت، لا تقص في مسجدنا.
1- لغة: الرفع والإزالة والتبديل. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ } [النحل: 101].
2- اصطلاحاً:المنسوخ بدليل شرعي متأخر عنه، أي رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ. أي أن الله يرفع الحكم الشرعي، الذي تقرره آية من كتاب الله، ويزيله ويلغيه، وقد يكون هذا بعوض وبدل، وقد لا يكون له عوض وبدل، ويحل محله حكماً شرعياً آخر.والحكم المرفوع يسمى المنسوخ، والحكم البديل يسمى الناسخ. والذي يرفع الأحكام وينسخها هو الله، والمراد بقولهم ( رفع حكم شرعي ) الحكم المنسوخ، والمراد بقولهم ( بدليل شرعي ) الحكم الناسخ. فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
والدليل على وقوع النسخ في القرآن موجود في القرآن نفسه، فمن الآيات التي تشير إلى وقوع النسخ في القرآن قوله تعالى: { ما ننسخ من آية أو ننسها، نأت بخير منها أو مثلها، ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير } سورة البقرة: آية 106. وهذه الآية صريحة في النسخ، تقرر أن الله إذا نسخ آية ورفع حكمها، أو نسأها وأخرها، وأبقى حكمها، فإنه يأتي بحكم خير من الحكم المنسوخ، ويكون خيراً للعباد في التعبد، سواء كان أخف من المنسوخ، أو أثقل منه، أو مساوياً له، أو يأتي الله بحكم مثل الحكم الأول. ونلاحظ أن الأفعال الثلاثة في الآية مسندة إلى الله: ( ننسخ، ننسها، نأت ) أي أن الله هو الذي ينسخ ما شاء من أحكام آياته، ويبقي ما شاء منها، وإذا نسخ بعضها، فهو الذي يأتي بالدليل الناسخ.
يتبع ان شاء الله بمواضيع مكملة للتعريف
اختكم حفصة
الموضوع الأصلي : تعريف علم الناسخ والمنسوخ 4/1 المصدر : منتدى رحيق الفردوس