أختي المسلمة :
إن الشيطان يسعى دائماً لإغواء الإنسان وإهلاكه بشتى الطرق وذلك بتزيين المعصية له وإغرائه بإرتكابها لكي يعرضه لسخط الله
وعقابه . والإنسان سواءً كان رجلاً أو إمرأة غالباً ما يكون ضعيف الإرادة أمام رغباته وشهواته ، فإن حصل وأن رأيتِ من نفسكِ
ضعفاً وميلاً إلى إرتكاب المعصية فقفي قليلاً قبل أن تعصي الله عزوجل وتفكري في هذه الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها ، وسرعة إنقضائها. وتفكري في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها، قد عذبتهم بأنواع العذاب ، وأذاقتهم مر الشراب ،
وأضحكتهم قليلاًوأبكتهم كثيراً.
* عليكِ قبل أن تعصي الله عزوجل أن تتفكري في الآخرة ودوامها وأنها هي الحياة الحقيقة وهي دار القرار ومحط الرحال ومنتهى السير
* عليكِ قبل أن تعصي الله عزوجل أن تتفكري في النار وتوقدها واضطرامها وبعد قعرها وشدة حرها وعظيم عذاب أهلها 0 0
عليكِ أن تتفكري في أهلها وهم في الحميم على وجوههم يسحبون وفي النار كالحطب يسجرون .
* عليكِ قبل أن تعصي الله عزوجل أن تتفكري في الجنة وما أعد الله لأهل طاعته فيها مما لاعين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر
على قلب بشر من النعيم المقيم الكفيل بأعلى أنواع اللذة من المطاعم والمشارب والملابس والصور ، والبهجة والسرور ، والتي لايفرط فيها الإ إنسان محروم .
أختي المسلمة :
قبل أن تعصي الله عزوجل تذكري كم ستعيشين في هذه الدنيا ؟ ستين سنة ، ثمانين سنة ، مائة سنة ، ألف سنة ، ثم ماذا ؟ ثم موت
بعده جنات النعيم أو نار الجحيم والعياذ بالله .
أختي المسلمة :
تيقني حق اليقين أن ملك الموت كما تعداكِ إلى غيركِ فهو في الطريق إليكِ وما هي إلا أعوام أو أيام أو لحظات فتصبحين وحيدة
فريدة في قبرك لا أموال ولا أهل ولا صديقات ، فتذكري ظلمة القبر ووحدته ، وضيقه ووحشته ، وهول مطلعه وشدة ضغطته .
تذكري يوم القيامة يوم العرض على الله ، عندما تمتلي القلوب رعباً وعندما تتبرئين من بنيك ِ وأمك وأبيكِ وزوجكِ وأخيكِ ،
تذكري تلك المواقف والأهوال ، تذكري يوم توضع الموازين وتتطاير الصحف ، كم في كتابكِ
من زلل وكم في عملكِ من خلل ، تذكري إذا وقفتِ بين يدي الله الملك الحق المبين الذي كنتِ تهربين منه ، ويدعوكِ فتصدين عنه ،
وقفتِ وبيدكِ صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فبأي لسان تجيبين الله حين يسألك عن عمركِ وشبابكِ وعملكِ
ومالكِ ؟ وبأي قدم تقفين بين يديه ؟ وبأي عين تنظرين إليه ، وبأي قلب تجيبين عليه عندما يقول لك : أمتي ؟ استخففتِ بنظري إليكِ
، جعلتيني أهون الناظرين إليكِ ، ألم أحسن إليكِ ، ألم أنعم عليكِ ، فلماذا تعصيني وأنا أنعم عليكِ 0
الموضوع الأصلي : قبل أن تعصي الله عزوجل تذكري المصدر : منتدى رحيق الفردوس