- مما فرط فيه المسلمون اليوم اهمالهم كثيراً من سنن الهدى للنبي المصطفى – صلَّى اللَّه عليه و سَلَم و تساهلهم فيها خلافاً لما كان عليه صحابة النبي –صلَّى اللَّه عليه و سَلَم- ومن ذلك سنة استقبال الخطيب أثناء الخطبة وهي من السنن المتعلقة بالخطبة بل حكى بعض المالكية وجوبها قال الحطاب في مواهب الجليل (ج 2 / ص 530):"وقال ابن ناجي في شرح المدونة وصرح ابن حبيب بوجوب الاستقبال عن مالك كالإنصات كظاهر المدونة"اهـ.وإن كان المشهور في المذهب السنية كما هو ظاهر قول الإمام في المدونة قال :" السنة أن يستقبل الناس الإمام يوم الجمعة وهو يتكلم".
قال البخاري في صحيحه :" باب يستقبل الإمام القوم واستقبال الناس الإمام إذا خطب "وذكر تحت هذا الباب حديثاً وأثرين :
عن أبي سعيد الخدري قال :" إن النبي صلى الله عليه و سلم جلس ذات يوم على المنبر وجلسنا حوله "
قال الحافظ فتح الباري (ج 2 / ص 402):" ووجه الدلالة منه أن جلوسهم حوله لسماع كلامه يقتضي نظرهم إليه غالبا ".
أما الأثران[معلقان بصيغة الجزم] :
- عن نافع "أن ابن عمر كان يفرغ من سبحته يوم الجمعة قبل خروج الإمام، فإذا خرج لم يقعد الإمام حتى يستقبله".رواه البيهقي وصححه الألباني في الصحيحة(2080)
- عن المستمر بن الريان قال : "رأيت أنسا عند الباب الأول يوم الجمعة قد استقبل المنبر".
- وقد وردت أحاديثُ أخرى في هذا الصدد تُؤَكد جريان هذا العمل في زمن النبوة منها:
- عن عدي بن ثابت عن أبيه قال:" كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم ".صحيح ابن ماجه
- عن عبد الله بن مسعود قال :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا".صحيح الترمذي وقال :" و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهم يستحبون استقبال الإمام إذا خطب".و الحكمة من ذلك ما ذكره ابن بطال في شرح البخاري تحت حديث أبي سعيد السابق قال:" ومعنى استقبالهم له، والله أعلم، لكى يتفرغوا لسماع موعظته وتدبر كلامه ولا يشتغلوا بغير ذلك".
- واعلم أن هذا الأدب سارٍ في خطبة الجمعة و غيرها وهوما أخل به كثيرٌ من طلبة العلم بله العوام و يدل على ذلك ما رواه أبو داود و غيره و صححه الألباني عن البراء بن عازب قال:" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله".
لطيفة:
روى الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (1 / 330)
عَنْ عَبدِاللهِ(وهو بن مسعود)قَالَ:" حَدِّثِ القَوْمَ مَا رَمَقُوكَ بِأَبْصَارِهِم فَإِذَا رَأَيْتَ مِنْهُم فَتْرَةً فَانْزِعْ".
وأخيرا ًقال الشيخ الألباني – رحمه الله في تمام المنة [332]:"وهذه من السنن المتروكة فعلى المحبين لها إحياؤها حياهم الله تعالى وبياهم وجعل الجنة مأوانا ومأواهم بفضله وكرمه ".
نفعنا الله بما نكتب و نقرأ و الله أعلم و أحكم.
الموضوع الأصلي : من السنن المهجورة أثناء خطبة الجمعة المصدر : منتدى رحيق الفردوس