السلام عليكم و رحمة الله....
تواضع الشيخ الألباني و رجوعه إلى الحقّ
من أعظم الصّفات التي يجب أن يتحلّى بها المسلم، و ترفع من قدرِه عند الله تعالى، وعند خَلقِه، صفة التواضع لله تعالى بقبول الحقّ، و الرجوع إليه، و التزامه، و الإبتعاد عن الخطأ و الإفاقة منه، و تبينه، لا سيما إنْ وُجِدَ من يتابعه عليه و يتخذه حجّةً عنده، و سواءً كان هذا التبيين على هيئة ردٍّ علني أو مكاتبةٍ خفيَّة، و سواءً كان من قريب أو بعيد، مخالف أو موافق، محبّ أو مبغض، و من هو دونه أو مثله أو فوقه، و الحق ضالّةُ المؤمن بالله و رسوله أنّى وجده التقطه.
وقد ضرب الألباني رحمه الله تعالى أمثلة رائعة لطلابه وإخوانه ومحبيه وعموم المسلمين في التمسك بالحق بدليله ، والرجوع عن الخطأ إذا تبين له ، ولو كان هذا التبيين ممن هو دونه في العلم بمراحل ، أو من تلاميذه ، أو من يخالفه في العقيدة والمنهج ، أو غير ذلك كأن يكون رداً عليه من عالم أو طالب علم ، بل ويستدرك على نفسه بنفسه ، ويعلن ذلك في كتبه وأشرطته ، دون أي غضاضة أو تحرُّج .
ومن ذلك :
- ما قاله في مقدمته لشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي الصفحة 29 : قلت (ك) : " ثم تبين لي أنني وهمت في توهيم المؤلف رحمه الله تعالى ، والفضل في هذا الاستدراك يعود إلى أحد المصححين في المكتب الإسلامي فجزاه الله خيراً " .
- قال عن حديث رقم (848) من كتاب السنة لابن أبي عاصم : " رواه الطبراني بسند ضعيف فراجع مجمع الزوائد : 1/333 دلني عليه عبد الله الدويش رحمه الله وجزاه خيراً " .
- وفي موضع آخر عند حديث (1238) قال : " ثم استدركت فقلت : الصواب أبو مكين ، كذلك وقع في علل الدار قطني كما أفادنيه الدكتور محفوظ الرحمن في كتاب أرسله الأخ حسين العوايشة من دبي مؤرخاً في 23/10/1404هـ ، جزاه الله خيراً " .
- وقال عن حديث رقم (5219) من صحيح الجامع : وقد وقع مني فيه خطأ ، وهو حذف…وكانت زلة مني أسأل الله أن يغفرها لي…وعليه فليصحح لفظ صحيح الجامع بإعادة الجملة المحذوفة. و انظر لذلك: مقدمة كتاب « صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم »و كتاب « حياة الألباني » للشيباني (93/82/1) و كتاب «كوكبة من أئمّةِ الهدى » للقريوتي (ص 209/208).
وكذلك ملحق الاستدراكات في نهاية كل مجلد من سلسلة الأحاديث الصحيحة ، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، ومقدمات الطبعات الجديدة من كتبه .
ومن أعظم ما يدل على رجوعه إلى الحق ، وتمسكه به : مخالفته لما عليه والده ومشايخه وأهل بلده ، من الاعتقادات والعبادات المخالفة للكتاب والسنة لما تبين له الحق وعرفه .فرحمه الله رحمةً واسعة و أسكنه في عليين.
الموضوع الأصلي : تواضع الشيخ الألباني و رجوعه إلى الحقّ المصدر : منتدى رحيق الفردوس