دع الأيام تفعل ماتشاء
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
ولا تجـــزع ُلحادثـةِ الليالـي
فما لحـوادثِ الدنيا بقــاءُ
كم أعجبتني هذه الأبيات الجميلة للإمام الشافعي رحمه الله والتي تحمل أجمل عبارات الحكم والدروس والعبر حتى تذكرت صديق لي عندما يتعرض لبعض المشاكل الكبيرة أو المواقف الحرجة دائماً يسمعني ويكرر هذه الأبيات دون أن يحرك ساكناً ( دع الأيام تفعل ماتشاء ) ، لا شك أننا نؤمن بالقدر في خيره وشره وكذلك نؤمن بالنصيب وبما قسمه الله سبحانه لنا ولا اعتراض على ذلك ، ولا شك أن الإنسان معرض في حياته للأخطاء وللمواقف الايجابية والسلبية منها المواقف السعيدة ومنها الحزينة ولكن ويبقى هناك السؤال الأهم الذي دائماً يطاردني ويشغل أفكاري وهو هل عندما نتعرض لأي موقف حرج أو أي مشكلة تواجهنا في هذه الأيام نقف ونستسلم ونتهرب ونترك الظروف هي التي تتحكم في مثل هذه المواقف الحرجة إما أن تساهم في خروجنا من هذه الأزمة والمواقف الصعبة أو أنها تضاعف الهموم والأحزان في قلوبنا لأننا لا نرغب أن نبحث عن الحلول المناسبة لمشاكلنا فندع الأيام والظروف هي التي تفعل ماتشاء ربما تعيد لنا الحياة من جديد وربما تمرضنا وتقتلنا وتدفنا تحت التراب ونحن على قيد الحياة لأننا لم نعمل ولم نتحرك ولم نحرك ساكناً فنكرر ونضع هذه الأبيات ( دع الأيام تفعل ماتشاء ) شماعة لنا لأننا بصراحة لسنا أهلاً لمواجهة مشاكلنا بأنفسنا ، أنا لست ضد هذه الأبيات فأنا من المعجبين بها ولكن لماذا نحن نتهرب من مواجهة مشاكلنا بأنفسنا ؟ ولماذا نحن ننتظر دائماً الحلول من الغير وننتظر وقفتهم معنا والفزعة لنا في طبق من ذهب ؟ فإلى متى هذا التوقف والاستسلام والخمول ؟ وإلى متى ونحن أسرى الدموع وحبس النفس دون أن نتخذ القرار المناسب للخروج من ضيق الصدر بكل قوة وبكل إرادة ؟ أم الفشل هو الذي يتحكم بمشاعرنا ويجبرنا على أن نتوقف ونستسلم ونردد ( دع الأيام تفعل ماتشاء ) ؟ .
الموضوع الأصلي : دع الأيام تفعل ماتشاء المصدر : منتدى رحيق الفردوس