في بعض الأحيان نحتاج لـ ( الصفعة ) أو كما يقال باللعامية ( الكف ) وهي تعتبر جرس إنذار لمرحلة الخطر التي نتعايشها دون أن ندرك خطورة هذا الخطا الكبير ، ففي كل إنسان نفس أمارة بالسوء ، تأخذه لفعل المعاصي ، وتزينه في نظره ، وتسيطر على عقله ، وتتحكم في قلبه ، فنفاجأ بأننا قد سلكنا طريق لا يتناسب مع مكانتنا لأننا أرقى من ذلك فيأخذنا الحزن ويحيطنا الزعل وتضيق بنا الدنيا وقد نلجأ للبكاء على أنفسنا ونترحم على حالنا وذلك عندما يزل بنا اللسان ، وتسير بنا القدم ، وتطيح بنا الأفعال إلى دروب الحفر والمطبات ، خاصة عندما نتجاوز الحدود في الأفعال والأقوال التي لا تليق بنا ، وقد تغضب الرحمن علينا ، فنخجل من أنفسنا ، وننكس رؤوسنا ، لسوء أعمالنا ، ونتمنى أن تنشق بنا الأرض ولم نفعل مايطيح بشخصيتنا ، ويهز كرامتنا بصنع أيدينا ، فنصغر حتى في نظر أنفسنا ، قبل أن نصغر في نظر الآخرين ، لأن هذه الأفعال السيئة لا تليق بنا ، ولا تنطبق مع ذاتنا ، ولأننا أرقى من أفعالنا ، فنحتاج لمن يوقظنا ، ويصحينا من سباتنا العميق ، حتى ولو إضطر بنا الأمر إلى أن نستفيق ( بالكف ) الذي يحمل أجمل معاني النصح والإرشاد ، ( الكف ) الذي نشاهد منه النور في ظلمة الليل العتيم ، فمن مننا اليوم يحاسب نفسه ، ويعاتبها ، ويعاقبها ، ويسلك طريق التوبة ، ويعود إلى صوابه ؟ فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( كل ابن آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون )) فلنعترف بأخطائنا ، ونحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ، فباب التوبة مفتوح ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا ، فاسأل نفسك أخي واسألي نفسك أختي .. هل أنا اليوم أفتخر واعتز بأخلاقي العالية ؟ وهل أنا مقصر مع الرحمن سبحانه ؟ وهل أنا ساكن في قلوب الجميع ؟ أم أنا خسرت الأحباب ومستمر في أخطائي من أقوال وأفعال ؟ وهل أنا أعيش اليوم في سباتي العميق ؟ أم أنا أحتاج إلى ( كف ) يوقظني ، ويصحيني ، ويدلني على الطريق المستقيم ؟ فهناك من تكفيه نظره عتاب ، وهناك من لا تنفع معه حتى ( الكفوف ) ، لأنه في الظاهر إنسان حي ، وفي الواقع هو جسد ميت في صورة إنسان حي ، ويجب عليه أن يحفر قبره بيديه ، ويدفن نفسه بيديه ، ويودع الدنيا بيديه ، ويترحم على حاله ، فالميت لا تنفع معه ( الكفوف )
موضوع رائع جدا وعذرا على الاطالة
تقبلى فائق الاحترام والتقدير سمراء النيل
__________________
الموضوع الأصلي : حقوق الصفع ... محفوظة !! المصدر : منتدى رحيق الفردوس