فوائد من شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
الفائدة الأولى :
إذا دل الكتاب والسنة على شيء ، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه ، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه .
قال - رحمه الله تعالى - :
الدليل على علو الله تعالى بذاته بالإجماع :
أن الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين كلهم مقرون بأن الله تعالى فوق كل شيء بذاته ، والدليل على إجماعهم من وجه خفي
، وينبغي لطالب العلم أن يعلمه لما فيه من الفائدة :
يقال مثلا : نصوص الكتاب والسنة دالة على العلو بالذات ، ولم يرد عن الصحابة الكرام قول واحد فسر هذه الأدلة بخلاف ظاهرها ، إذاً هم مجمعون على
مدلولها ، ولهذا إذا دل الكتاب والسنة على شيء ، ولم يأت عن الصحابة ما يخالفه ، فيعني ذلك أنهم مجمعون عليه .
وهذا المسلك لإثبات الإجماع قد يخفى على كثير من الناس
__________________
الفائدة الثانية :
مناظرة الشيخ لطائفة من الحلولية :
قال - رحمه الله تعالى - :
اجتمعت في أناس من الذين يقولون - والعياذ بالله - : إن الله بذاته في كل مكان ، وكان ذلك يوم النحر بمنى ، فقلت لهم : أمس كنتم في عرفة ؟ قالوا : نعم .
فقلت : كيف كنتم تدعون الله ؟ تقولون : يا رب وأيديكم إلى الأرض ، أم إلى اليمين ، أم إلى اليسار ؟!!
فقالوا : إنما نرفع أيدينا إلى السماء ، لأن السماء قبلة الداعي !! ، - انظر الشيطان كم لبس- .
سبحان الله ، أنت عندما تستقبل القبلة ، وأنت تدعو تكون قبلتك القبلة ، وليست السماء ، ولكنك ترفع يديك للمدعو لا شك].
__________________
الفائدة الثالثة :
أقسام سمع الله - جل جلاله وتقدست أسماؤه-:
قال - رحمه الله تعالى - :
قوله تعالى : { وهو السميع البصير } ، السميع من أسماء الله تعالى ، وقسّمه العلماء إلى قسمين :
1- سمع إجابة . 2- سمع إدراك .
سمع الإجابة قال تعالى : { إن ربي لسميع الدعاء } ، فمعنى لسميع هنا أي : لمجيب ، لأن مجرد السمع ليس فيه ذاك الثناء ، وهذا توسل إلى الله عز وجل
أن يجيب الله الدعوى ، والتوسل إلى الله عز وجل بمجرد إدراكه للصوت ليس وسيلة في الواقع ، ولكن التوسل إلى الله بكونه مجيبا للدعاء فيجيب دعاء هذا
السائل ، ومنه أيضا قول المصلي : سمع الله لمن حمده ، يعني : استجاب الله لمن حمده
- أما سمع الإدراك فينقسم إلى ثلاثة أقسام :
1- تارة يكون للتأييد . 2- تارة يكون للتهديد .
3- تارة يكون لبيان شمول إدراكه عز وجل .
1- أما الإدراك الذي يكون للتأييد : كقوله تعالى لموسى وهارون : { لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى } ، هذا ليس مجرد إخبار موسى وهارون أن الله
يسمعهما ، ويراهما ، بل المراد التأييد والنصر وما أشبه ذلك .
2- الإدراك الذي يكون للتهديد : كقول الله عز وجل : { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } . ، فهذا للتهديد ، بدليل قوله تعالى : {
سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق } .
ومثل قوله تعالى : { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم } ، هذا أيضا للتهديد ، لقوله : { بلى ورسلنا لديهم يكتبون } .
3- الإدراك الذي يراد به بيان شمول سمع الله لكل شيء كقوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى والله يسمع تحاوركما } . ،
ولهذا قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - " الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد كنت في طرف الحجرة ، وإنه ليخفى علي بعض حديثها " ، هذا
المراد به بيان شمول سمع الله تعالى لكل شيء ، فإنك إن تكلمت في بيتك فالله يسمع ، وإن تكلمت في ملأ ، فالله تعالى يسمع ، بل إن حدثت نفسك فالله يعلم ،
فإن حركت بلسانك حتى صار قولا فالله يسمع وإن خفي ، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي : " من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في
ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " .
يتبع ...
الموضوع الأصلي : فوائد من شرح عقيدة أهل السنة والجماعة " للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. المصدر : منتدى رحيق الفردوس