كل يوم كعادتى
أقلب ارقام هاتفى
أفتش عن رقمك أنت
أتصل بكل الأرقام
أهاتف كل الأصوات
لعلى أسمع صوتك أنت
كل الأرقام تدق
ولاأحد يجيب
أحاول مرات ومرات
وكل المحاولات تخيب
اشتقت لحديثك معى
ولم أسمع غير صمت رهيب
ألقيت هاتفى
على طول زراعى
لعله خاب وانتكس
أو بح صوته وانخرس
فالدنيا كئيبة لموتك كأنها
صعيد بلا زرع ولا شجر
وأرخى الظلام سدوله الحالكة
فما رأيت بعدك شمساً ولا قمر
والقلب الحزين الباكى
من لهيب شوقه يعتصر
وانخلع الفؤاد من أضلاعه
وجف الحلق وزاغ البصر
خرجت أبحث عنك
أدور كالمجنون
لعلى أصل اليك
اشتقت أن اقبل يديك
وأنام على راحتيك
احن للجلوس عبدا
تحت قدميك
سافرت طويلا طويلا
ورحلت بعيدا بعيدا
أناظر وجوه البشر
لعل وجها يعرفنى
أتصفح قلوب البشر
لعل قلبا يحملنى
فيبدد ذاك الخوف الأشر
ألوذ به من برد كانون
ويعصمنى من هول المطر
طويل أنت ياليل كانون
كظلمة حالكة بلا سحر
والأسحار تأتى بالفجر
وكأن رباطه معقود
بوتد عنيد أو حجر
فهل أخذت الفجر معك
أم أن الضياء من حزنه
يئن ويحتضر
مازلت أرقب المؤذن
وعلى باب الغرفة أنتظر
فهل تخرجين من غرفتك
وتجلسين على أريكتك
تصلين الصبح كعادتك
وتدعين بالخير لكل البشر
أثابك الرحمن منازل الشهداء
ترفلين فى استبرق ونعيم مستقر
وصحبة المتقين الأطهار
فى جنات ونهر
فى مقعد صدق عند مليك مقتدر
*********
اشرف عبد العزيز حسن
19-5-2013
الموضوع الأصلي : مرثية فى كانون المصدر : منتدى رحيق الفردوس