الْغُرْبَة،؛

هُو مُصْطَلَح يَحْمِل بِدَاخِلِه قِصَّه وَتُجَرِّبَه تَتَشَابَه فِي فُصُوْلِهَا
عِنْد كُل شَخْص مُلْتَصِق بِهَا
فَالغُرْبة هِي مُدَرِّسُه مِن مَدَارِس الْحَيَاة ,
وَلَكِن تَخْتَلِف هَذِه الْمَدْرَسَة عَن المَدَارِس الْمُعْتَادَة

فَفِي الْغُرْبَة أَنْت الْمَنْهَج وَأَنْت الْمُعَلِّم وَأَنْت الْطَّالِب

قَد تَكُوْن عِلَاقَتِي بِالْغُرْبَة لَيْسَت بِذَلِك الْقَدْر الْلَّذِي يَجْعَلْنِي أَعِيْش الْغُرْبَة بِوَضْعِهَا الْطَّبِيْعِي

فَأَنَا مِن اخْتَرْت غُرْبَتِي لِإِكْمَال دِرَاسَتِي ,بِعَكْس مَن فَرَضْت عَلَيْه الْظُّرُوْف الْغُرْبَة لِطَلَب الْرِّزْق

أَو أَجْبَرَتْه مَتَاعِب الْحَيَاة لِفِرَاق وَطَنِه رُغْمَا عَنْه




غربتي في سطور



وَلَكِنَّهَا كَانَت كَفِيْلُه لِتُعَلِّمَنِي دُرُوْس كُنْت اجَهِلَهَا فِي الْحَيَاة

فَقَد عَلَّمَتَنْي الْغُرْبَة مَعْنَى الْاعْتِمَاد عَلَى الْنَّفْس

عَلَّمَتْنِي الْغُرْبَة تُحَمِّل الْمَسْئُوْلِيَّة

عَلَّمَتْنِي الْغُرْبَة قِيَمُه الْأَشْيَاء الَّتِي كُنْت امْتَلَكَهَا و لَكِنِّي لَا اعْرِف قِيْمَتِهَا

عَلَّمْتَنِي مَعْنَى الْصَّبْر , الِاجْتِهَاد , الْطُّمُوْح

عَلَّمَتْنِي الْغُرْبَة مَعْنَى عَشِق الْوَطَن ,

مَعْنَى ان تَشْتَاق لِلْوَطَن كَالْعَاشِق الْوَلَهَان

الْوَطَن مَاذَا يَكُوْن الْوَطَن ؟

قَد يَكُوْن مِن اجْبُر عَلَى الابْتِعَاد عَن وَطَنِه

هُو اعْلَم الْنَّاس بِقِيَمِه الْوَطَن , وَمَعْنَى حَب الْأَوْطَان

عَلَّمَتْنِي الْغُرْبَة ان الْوَطَن هُو الْأُم ...

فَلَا احَد اخْتِلَاف كَثِيْر بَيْنَهُمَا

فَالَوَطَن هُو الْحِضْن الْدَّافِي

الْلَّذِي تَشْعُر بِالْحَنِيْن إِلَيْه حِيْنَمَا تَبْتَعِد عَنْه

كُنْت أَظُن ان الْوَطَن هُو ذَلِك الْمَكَان الْلَّذِي وُلِدْت وَنَشَأْت فِيْه

وَلَكِنَّنِي اكْتُشِفَت أَعْمَق مِن ذَلِك بِكَثِيْر



غربتي في سطور

فَالَوَطَن هُو ذَلِك الانْتِمَاء الْلَّذِي يُغَذِّي عُرُوْقِنَا

الْوَطَن هُو نَحْن لِلْأَبَد

وَمِمَّا عَلَّمَتْنِي الْغُرْبَة مَعْنَى ان تَشْتَاق لِمَن أَحْبَبْت ,

وَمَا أَقْسَاه مِن دَرْس

فَالشَّوْق هُو ذَلِك الْشُعُور الْلَّذِي يَجْتَاح كَيَانَك بِقَسْوَة لَم تَعْرِفْهَا مِن قَبْل

يُشَتِّتُك وَيُبَعْثِر أَفْكَارُك , يَحْرِمُك لَذَّة الْطَّعَام وَيَبْعُدَك عَن رَاحَة الْنَّوْم

فَلَا تَمْلُك إِلَا ان تَسْتَسْلِم لِذَلِك الْعَذَاب عَلَى أَمَل الْلِّقَاء

وَمَن أَجْمَل الْدُّرُوس الَّتِي تَعَلَّمْتُهَا مَعْنَى الْصَّدَاقَة

فَقَد اكْتَشَفْت ان الْصَّدَاقَة لَا حُدُوْد لِرَوْعْتِهَا

فَفِي الْغُرْبَة تَلْتَقِي بِأَشْخَاص لَم تَكُن تَعْرِف عَنْهُم شَي

بِرَغْم اخْتِلَاف شَخْصِيَّاتِهِم عَن شَخْصِيَتَك وَاخْتِلَاف عَادَاتِهِم وَتَقَالِيْدِهِم عَنْك

وَحَتَّى بِرَغْم اخْتِلَاف لُغَاتِهِم عَن لُغَتَك

إِلَا أَنَّهُم يُصْبِحُوْا مَن اقْرَب الْنَّاس إِلَى قَلْبِك

يُصْبِحُوْا جُزْء لَا يَتَجَزَّأ مِن حَيَاتِك

وَهُنَاك الْكَثِير وَالَكَثِيِر مِن الَدُرُوْس الَّتِي تَتَعَلَّمْها ....

خِتَامَا

فَالغُرْبة مُصَنَّع الْرِّجَال ,
فَفِي الْغُرْبَة إِمَّا ان تَكْسِب نَفْسَك وَتُدْرِك مَعْنَى الْغُرْبَة بِكُل وُجُوُهِهَا

وَكُل أَسْرَارِهَا

وَأَمَّا ان تَحَسَّر نَفْسَك وتَدِكّك الْغُرْبَة فَتَأْخُذ مِنْك نَفْسُك وَعُمْرُك
وَكُل مَا حَلِمَت بِه

لِتَجْعَلَك أَسِيْر مَلَذاتِك , فَيُضَيِّع مِنْك هَدَفِك الْلَّذِي حَمَلَك
بَعِيْدَا عَن اهْلَك وَأَصْدِقَائِك وَوَطَنِك

الْلَّذِي أَبْعَدَك عَن الْحَنَان الْحَقِيقِي الصَّافِي

عَن كِل مَا هُو عَزِيْز وَغَالِي

هَمْسَه أَخِيْرَه

تُذَكِّر ان دِيْنِك وَعَقَيْدَتَك وَحَسُن أَخْلَاقَك هِي سِلَاحَك

وَارْض الْغُرْبَة هِي ارْض الْمَعْرَكَة ،؛

الله عليكي يا استاذة وعلي تشبيهك للغربه

صدقتي في القول

اكي تحياتي