أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها ، وذم الخيانة ، وحذر منها في
نصوص كثيرة منها :
قال تعالى } إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها { (النساء
58). وذكر ابن كثير أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على
الإنسان. كما نقل القرطبي ذلك عن جماعة من الصحابة كالبراء بن
عازب وابن مسعود وابن عباس وأبيّ بن كعب قالوا :[ الأمانة في كل
شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن
والودائع ].
قال تعالى في صفات المؤمنين} والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون {
( المؤمنون 8)،(المعارج 32).
وقال الله تعالى :} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ{ (سورة الأنفال الآية 27 )، فنهى
الله سبحانه وتعالى عن خيانة الله وخيانة الرسول صلى الله عليه وسلم
وخيانة بعضهم لبعض. وقد اعتبر العلماء خيانة الأمانة من كبائر
الذنوب ،(انظر الزواجر 1/617) .
وقد وردت أحاديث كثيرة في الترهيب من خيانة الأمانة منها :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال في الخطبة : ” لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن
لا عهد له “ رواه ابن حبان والبيهقي والبغوي ، وحسّنه الشيخ
الألباني .
أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك ".
إن خيانة الأمانة من صفات المنافقين . جاء في الحديث عن عبد الله
بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أربع
من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه
خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدّث كذب وإذا عاهد
غدر وإذا خاصم فجر “ رواه البخاري ومسلم .
- الأسرة أمانة ؛ كلكم راع مسؤول عن رعيته ...والرجل راع فى بيته
ومسؤول عن رعيته. الولد أمانة ، فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ،
وتربيته أمانة .
الكلام أمانة ؛ فنقل الكلام بين الناس ضياع أمانة ونقل الأسرار
ضياع للأمانة ، السر أمانة ، وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين
صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره ، فإنه من لؤم الطباع ،
ودناءة النفوس ، قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا حدث الرجل بحديث
ثم التفت فهي أمانة “ . ومن أشد ذلك إفشاء السر بين الزوجين ،
فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ” إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل
يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها “.
إنها الأمانة التي كان يودع بها النبي ‘ أصحابه وجيوشه فيقول لهم :
”أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ “ رواه أبو داود
وصححه الألباني .
تولى عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه وأرضاه - الخلافة فأتى
لينام الليل، فذهب النوم، قالت له زوجته فاطمة بنت عبدالملك : يا أمير
المؤمنين ألا تنام، قال: (كيف أنام وقد ولاني الله أمر أمة محمد صلى
الله عليه وسلم، وأمر الضعيف والمسكين، وأمر الشيخ الكبير والمرأة
العجوز، وأمر الهرم والعجوز والفقير)، فبكت معه.
إنها الأمانة التي كان يعلي بها شأن حذيفة فيقول : ”إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا
وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ “رواه البخاري
ماذا يبقى للناس إذا فقدوا الأمانة بينهم ، فخانوا الله في دينهم ،
وخانوه في أعمالهم ، وخانوه في حوائج الناس الذين استأمنوهم على
قضائها ، وأصبحوا يتفننون في التهرب من أداء أمانتهم الملقاة على
عواتقهم ، ويتباهون بأخذ رواتبهم من غير تعب ولا نصب ، بل
ويجاهرون بتحصيل الأموال الطائلة في تجارتهم بالغش والتحايل .
- إثم من قصر في عمله : إسمع إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام
يقول في الصحيحين :” ما من عبد يسترعيه الله عز وجل على رعية،
يموت يوم يموت غاشاً لرعيته، إلا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة “
وفي لفظ صحيح: ” ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت
وهو غاش لرعيته؛ إلا حرم الله عليه الجنة “ غاش ما أعطاها حقها،
ولا أنصف مكلومها وما رد ظالمها، وما قضى حوائج الأمة
فالحديث عن لامامنه امره طويل ولا يكفيه الف الف صفحه
جعلنا واياكم من اهله الجنه والمحافظين علي الامانه
فلتكن هذه الصفحه من اقوال الامانات لدينا
*****
الموضوع الأصلي : الأمانات الواجبة على الإنسان المصدر : منتدى رحيق الفردوس