الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه الي يوم الدين
اما بعد
فلقد من الله عز جل علينا بمعرفة هذه الدعوه المباركة الدعوه السلفية ميراث محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى اثارهم وقد كان ذلك في اواخر حياة شيخ شيوخنا الامام الالباني رحمه قبل موته بسنوات معدودة
وكان مشاهدة الشيخ الالباني يومها امنية نتمناها بل انني اذكر التفاخر بين اخواننا يومها لمن يجلس مع الشيخ او يزوره
وقد وفقني الله عز وجل بان اجلس مع الشيخ رحمه الله اربعة مجالس لا خامسة لها وكم انا فرح بهذه المجالس الاربعة وان كان ثلاثة منها بغير مجلس علم حيث كان يرقد شيخنا على سرير المرض ولكن مع ذلك لم نحرم فائدة من هذا الشيخ الحافظ رحمه الله وادخله فسيح جنانه
اما المجلس الاول
فقد كان اول مجلس مع الشيخ رحمه الله وكان في مكتبته العامره فقد رتب بعض الاخوه لقاءا مع الشيخ يومها وقد هيئت النفس لان اسال الشيخ بعض الاسئلة ووالله بعد ما رايت الشيخ لم اجمع سؤالا واحدا والله المستعان وكان هذا حال اصحابي في تلك الزيارة النادره الوحيده فما كان من الشيخ رحمه الله حتى لا يحرمنا الفائدة يومها ان يتكلم عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ((بدا الاسلام غريبا وسيعود كما فطوبي للغرباء ))
وذكر يومها الشيخ رحمه الله استفسار الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن الغرباء فجاء الشيخ يومها بروايتين عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين من هم الغرباء
ففي الرواية الاول قال:(( أناس صالحون قليلون بين اناس سوء كثيرين. من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم))
وفي الرواية الثانية قال :((الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي))
ثم اخذ الشيخ يومها يجمع بين الروايتين وقرر امرا مهما لا انساه سمعته من الشيخ رحمه الله حيث قال يومها بمعناه ولا اذكر لفظه هناك اهل تدين غرباء وسط الناس بتدينهم بناءا على الرواية الاولى وهناك غرباء في سط الغربة المتدينة وهم الذين يصلحون ما افسد الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويومها قال الشيخ رحمه بالحرف كما سمعته من فيه غربة في غربة ! اي هؤلاء الذين يصلحون سنة النبي صلى الله عليه وسلم هم غرباء في الوسط المتدين الانف الذكر في الرواية الاولى
وكان المجلس بين المغرب والعشاء وما كاد مؤذن العشاء ان يرفع صوته الا قال الشيخ انصرفوا حتى تدركوا صلاتكم
واما المجلس الثاني
كان مع الشيخ رحمه الله في المستشفى الاسلامي وهذا اللقاء كان له قصة جميلة لا زلت اذكرها واتذكرها فقد كان من وجهاء البلد عندنا رجل هداه الله على كبر سن من الصوفية الي السنة كان بينه وبين الشيخ الالباني رحمه الله مجلس قبل سنوات عديدة من لقائنا مع الشيخ في المستشفى الاسلامي في عمان وكان يومها المجلس يدور بين الشيخ وبين هذا الرجل على مسالة علو الله عزوجل فيما سمعته من في هذا الرجل الذي اظن ولا ازكيه على الله انه مات على السنة رحمه الله وكان الشيخ يذكر الادلة والحجج على مسالة العلو وهذا الرجل يومها لا يقول للشيخ الا الجلالة الا الجلالة اي لا تتكلم عن الله عز وجل ففض الشيخ رحمه الله المجلس مغاضبا لهذا الرجل
وبعد سنوات طوال والا هذا الرجل يقول انني ارى في المنام كمن يحمل السلم بالعرض ويقول انني ارى في المنام كأن صخرة معلقة بين السماء والارض تكاد ان تهبط علي فمن فوره رحمه الله وبعد هذه السنوات الطوال وقد اراد الله امرا قال هذا الرجل رحمه الله هذا نتيجة ما فعلت مع الشيخ الالباني فلا بد من زيارة الشيخ والاعتذار منه
فقدر الله لي ان اكون ممن زار الشيخ يومها مع هذا الرجل الفاضل رحمه الله وما كان منه اي من هذا الرجل وهوبعمرالشيخ تقريبا وهو من وجهاء البلد الا وقبل يد الشيخ طالبا منه المسامحة قائلا له : (( هل تذكرني يا شيخ ؟ فجوابه الشيخ متبسما ضاحكا قائلا : (( وهل يخفى القمر )) وقد كان هذا المجلس قبل سنوات طوال من لقائنا بالشيخ يومها
رحمهما الله عز وجل
واما المجلس الثالث فقد علمت ان الشيخ في العناية المركزة في مستشفى الشميساني بعمان وقدر الله يومها ان يكون اخ لي له عملية في هذا المستشفى فعلمت بوجود الشيخ وخلسة دخلت عليه في غرفته والاجهزة على الشيخ رحمه الله فقبلت جبينه وسالته عن حاله فاجاب بكليمات تكاد ان تخرج من فمه وهو متعب وسالني عن حالي رحمه الله ثم امرني بالانصراف فاستجبت لامره
واما المجلس الرابع
فكان في المستشفى الانف الذكر بعد خروج الشيخ من غرفة العناية المركزه الي اجنحة المستشفى فقد زرته انا واحد الاخوه وهذا مجلس لا انساه ايضا من الشيخ رحمه الله وقد كان متعبا وهو ييبكي ويقول حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنما تنصرون بضعفائكم وكان رحمه يذكر هذا الحديث ويقول لعل الله عز وجل قد مد بعمري بدعوات اخواننا لنا وكان يبكي رحمه الله في ذلك المجلس
وبعد ذلك ما كان من مشاركتي بجنازة الشيخ رحمه الله فكما كانت حياته على السنة كانت جنازته على السنة رحمه الله وجمعني واياه وسائر اخواننا ومشايخنا بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام وسلف هذه الامة في جنات النعيم اللهم امين
الموضوع الأصلي : مع شيخ شيوخنا الإمام الألباني رحمه الله المصدر : منتدى رحيق الفردوس