الله .. يالدنيا
أشكرك أختى شمس المنتدى على هذا الموضوع الجميل والذي يجعلنا نحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ، فقد جلست مع نفسي ووضعت يدي فوق خدي ، فكرت وتذكرت الأقارب والأحباب الذين سبقونا ورحلوا عنا من الدنيا إلى الآخرة حتى سقطت دموعي وتذكرت أنهم ( السابقون ونحن اللاحقون ) ، قد نتذكرهم لحظة وقد ننساهم لحظات ، وقد نذكرهم اليوم وقد نتجاهلهم في الغد ، ولكن يجب أن نتذكر ونقول: ( الله .. يالدنيا ) كانوا حولنا ويضحكون معنا ، رحلوا عنا وتركوا الدنيا لنا ، بالأمس يرجون لقاءنا ، واليوم ينتظرون الدعاء لهم منا ، فهل تأملنا لحظات في ساعات أيامنا الطويلة وتذكرنا الأهل والأقارب والأحباب وهم اليوم تحت التراب ؟ أم أننا طوينا اليوم صفحات ذكرياتهم وذكراهم حتى أصبحوا في حياتنا ماضي انتهى من سنين ، كلاً منا اليوم يتمنى ، ويحلم ، ويتخيل ، ويخطط ، ويرسم لنفسه أجمل المعاني وأفضل الصور ويعيش في قمة الأحلام ويتعايش مع الأوهام ويفكر في الدنيا وينسى ويتجاهل الآخرة فلا نعمل لآخرتنا كما نعمل للدنيا ، فلنتذكر الموت ، ونتذكر القبر ، ونتذكر التراب ، ونتذكر فلان وفلان وفلان الذين كانوا بالأمس معنا فأين هم اليوم ؟ نعم تركوا الدنيا ورحلوا عنها ، فأين هم اليوم بعد أن تخلوا عن الأقارب والأحباب ؟ ( الله .. يالدنيا ) هذه العبارة يجب أن نزرعها في قلوبنا لنحصد ثمار الآخرة ونرمي بالدنيا خلف ظهورنا ، وللأسف نعلم مصيرنا من أين وإلى أين فلماذا إذاً تقسوا قلوبنا ونحارب إخواننا ونعيش معهم في معارك وفي خلافات لا تنتهي وذلك من أجل المال والدنيا وهذا مانشاهده اليوم وللأسف في المشاكل الأسرية بين الأخوة والأخوات وذلك من أجل الدنيا ، فكم نسمع اليوم من أموات ؟ وكم نسمع ونفاجأ أن فلان رحل عنا وترك الدنيا لنا ، فنحزن ، ونبكي ، وننسى ، ونضحك ، ونتذكر ونقول: ( الله .. يالدنيا ) فكم من حبيب وقريب نودعه اليوم وينتظرنا في الغد فهل نعتبر من الغير ؟ وهل نتعظ من الموت ؟ فهذا أبن آدم يركض ويجمع ويجمع ولا يشبعه غير التراب ، فالعقول مرضت ، والقلوب ماتت ، والناس تغيرت ، رحل الضعيف ، ورحل القوي ، ورحل الصغير ، ورحل الكبير ، ورحل التاجر ، ورحل الفقير ، ورحل القريب ، ورحل الحبيب ، فمن يجلس مع نفسه اليوم ويضع يده فوق خده يفكر ويتذكر الأقارب والأحباب ؟ ويقول: ( الله .. يالدنيا ) .
الموضوع الأصلي : والحياة تستمر.. المصدر : منتدى رحيق الفردوس