عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا ولج الرجل بيته فليقل اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ثم ليسلم على أهله" (رواه أبو داود). وولج أي دخل بيته.
التعليق:
الذي يسبر أغوار هذا الدين يجد أن البيت المسلم قد حظي فيه باهتمام كبير وعناية خاصة، فأحياناً تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس سنناً وآداباً للدخول إلى المنزل، وأحياناً يعلمهم أخلاقاً وآداباً يتخلقون بها داخل المنزل، وأحياناً أخرى يوصيهم بوصايا عند الخروج منه، ولا عجب في ذلك فإن مجتمع الإسلام لا يقوم إلا باستقرار البيت المسلم وراحته، وكنا قد ذكرنا سنن وآداب الخروج من المنزل، وهنا نذكر سنن وآداب الرجوع إلى المنزل بعد أن ينتهي المسلم من عمله وينتهي يومه. فهلمّوا نقرأ في كتاب السنة النبوية عن سنن وآداب الرجوع إلى المنزل وأخلاق المسلم داخل منزله.
فما أن ينتهي وقت العمل، وقبل أن ينطلق المسلم إلى رحلة العودة يقول دعاء كفارة المجلس (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك) توبة من أي ذنب أو إثم فعله أثناء العمل، والتي غالباً ما تكثر فيها مجالس الغيبة والنميمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك" (رواه الترمذي)، وفي طريق العودة يمكن أن يستغل المسلم هذا الوقت في أن يقول أذكار المساء.
حتى إذا وصل إلى منزله يدعو بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا) ثم يطرق الباب وينتظر هنيهة، ثم يفتح الباب ويسلم على أهله بصوت مرتفع، فعن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك" (رواه الترمذي)، ولا يفوت المسلم أن يرسم ابتسامة على وجهه وهو يدخل البيت.
وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم داخل بيته فتقول: "كان يكون في مهنة أهله -تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة" (رواه البخاري)، كما روى أحمد في مسنده أنها قالت:"كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم"، وليس أفضل من أن يقتدي المسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون في خدمة أهله وهو يرسم الابتسامة على شفتيه حتى ولو كان متعباً.
وفي النهاية نهدي حديث السيدة عائشة رضي الله عنها إلى كل من يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملته لأهل بيته إذ تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" (رواه الترمذي).
اختكم حفصة
منقول للفائدة
الموضوع الأصلي : سنن وآداب الرجوع إلى البيت المصدر : منتدى رحيق الفردوس