( المتاجرة بالدين )
مصطلح شاع وذاع فى الآونة الأخيرة وحتى لانتهم الناس بالباطل يجب ان نعرف اولا معنى المتاجرة بالدين ..فالمتاجرة بصفة عامة هى بيع وشراء والبيع هو التنازل عن مملوك بمقابل والشراء هو تملك شيئ غير مملوك بمقابل وحتى يكون الحكم صحيحا اسأل نفسك :-
1- هل هذا الشخص يملك الدين ؟ فمن يملك فقط هو الذى يبيع ؟
2- كيف تم هذا البيع ؟ مالذى تنازل عنه وباعه ؟
3- ماهو المقابل الذى حصل عليه ؟
عادة يقال هذا الكلام على شخص يحاول ادخال المبادئ الاسلامية فى السياسة او الاقتصاد او غيرها من مجالات الحياة ظنا من البعض ان الدين هو عبادات وفقط وهذا خطأ.. الناس تقبل النظريات العلمية والفلسفية مثل البرجماتية والميكافيللية والليبرالية والعلمانية والماركسية وغيرها وكل مذهب له رواده وداعموه فلماذا لايقبلوا بالفكر الاسلامى وينظروا أيهم انفع للناس وللبشرية . قديكون هناك تخوف ان يتغول الدين على كل نواحى الحياه فيفسدها كما فعلت الكنيسة فى اوروبا فى العصور الوسطى وهذه مقارنة ظالمة لسببين :-
1- الكنيسة كانت تدعى زوراً أنها تحكم باسم الرب والحاكم لايرد قوله ومن يفعل فقد كفر ويقتل اما الاسلام لايفعل هذا لأنه ليس فيه كهانوت والحاكم فرد من الأمة يصيب ويخطئ يؤخذ منه ويرد عليه الا أن له عليهم السمع والطاعة مالم يأمر بمعصية او فساد ولايتدخل الدين فى اختياره حتى ان النبى صلى الله عليه وسلم مات ولم يسمى حاكما من بعده .
2- الاسلام لايعارض النظريات العلمية بل يأمر بها ويحض عليها " قل سيروا فى الأرض فانظروا ....." ان فى ذلك لآيات ."لقوم يتفكرون " ...يتدبرون " .." يعقلون " " للعالمين " بكسر اللام ...." انما يخشى الله من عباده العلماء " بل ان اول ما نزل من القرآن "اقرأ "...اذن لامقارنة ولاتخوف .اما الذين يشتغلون بالسياسة او الاقتصاد او غيرها جاهدين لاضفاء الصبغة الاسلامية على هذا العمل فهم يعتقدون ان فى هذا نجاح للعمل .وسواء أصابوا فى آدائهم أو أخطأوا فالاسلام لايملى عليهم تفاصيل العمل وانما يضع الأطر والخطوط العريضة على ان يتم العمل ملتزما بالأخلاق العامة لهذا الدين وبالتالى لايمكن ان نتهمهم بمتاجرة الدين والا كان الخليفة ابو بكر يتاجر بالدين حيث رفض المهاجرون مبايعة الأنصار سعد بن عبادة وانتهى اجتماع الثقيفة بمبايعة ابى بكر رضى الله عنه قبل ان يدفن رسول الله او حتى يصلى عليه ...والخلاف بين على ومعاوية هل كان احدهما يتاجر بالدين ؟ حاش لله فكل منهم قيمة وقامة لكنهم اختلفوا فى شئون السياسة والحكم رضى الله عن الجميع ..هذا قولى والله يقول الحق ويهدى الى سواء السبيل ...
..............اشرف ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
29-10-2013
الموضوع الأصلي : كلام من القلب المصدر : منتدى رحيق الفردوس