[/s[color=brown] فكرت يوما في أخر ما سينطق به لسانك في هذه الدنيا وأنت على فراش الموت؟.. هل ستكون كلمات ندم وحسرة علي ما أذنبت، أم فرح وبشرى علي ما عبدت وحمدت به المولي..
حتى تفكر في حالك وإجابتك، إليك حال من سبقوك إلى هذا الموقف، فعلى فراش الموت كانت هذه كلمات بعض الصحابة والأمراء والعلماء..
[color=red]ويلي وويل أمي
أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب".. كان إذا رآه الشيطان في الطريق سلك طريقا آخر لشدة خوفه منه، ولشدة تفريقه بين الحق والباطل لقبه رسول الله بالفاروق.. ولكن عند مماته ترى ماذا كان حاله؟
قال عبد الله بن عمر: كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه.
فقال: ضع رأسي علي الأرض.
فقلت: ما عليك كان على الأرض أو كان علي فخذي؟!
فقال: لا أم لك، ضعه علي الأرض.
قال عبد الله: فوضعته علي الأرض.
فقال: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع.
دعاء النهاية
وعند موت "معاذ بن جبل" نادى ربه قائلا: "يا رب إنني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك.. اللهم أنك تعلم أنني ما كنت أحب الحياة لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار.. وإنما لظمأ المواخر (صيام الأيام شديدة الحر) ومكابدة الساعات (قيام الليل)، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم".
ثم قال: لا إله إلا الله، وفاضت روحه رضي الله عنه.
وعند موت "معاوية بن أبي سفيان" قال لمن حوله: أجلسوني، فأجلسوه، فجلس يذكر ويسبح الله سبحانه وتعالي، ثم بكى وقال لنفسه موبخا لها: الآن يا معاوية؟! الآن جئت تذكر ربك بعد الانحطام والانهدام؟، أما كان هذا وغض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى وقال: "يارب، ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي.. اللهم أقل العثرة، واغفر الزلة.. وجد بحلمك علي من لم يرج غيرك ولا وثق بأحد سواك".. ثم فاضت روحه.
[center]من الدنيا راحلا[/center]
حياته ملأها بالعلم وحبه لله، ولكن كيف كان صباحه عند موته؟، يصف لنا المزني عندما دخل على الشافعي في مرضه الذي توفي فيه..
فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟
فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله تعالى واردا، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها.
وعن الضحاك بن عبد الرحمن قال: لما حضرت "أبو موسي الأشعري" الوفاة دعا فتيانه فقال: اذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا، فإنه كان يستحب العمق.
قال: فجاء الحفرة فقالوا: قد حفرنا.
فقال: اجلسوا بي، فوالذي نفسي بيده إنها لإحدي المنزلتين، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا، وليفتحن لي باب من أبواب الجنة، فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي، وكان أعد الله عز وجل لي فيها من النعيم، ثم لأنا أهدي إلي منزلي في الجنة مني اليوم إلي أهلي، وليصيبني من روحها وريحانها حتى أبعث.
وإن كانت الأخرى فليضيقن علي قبري حتى تختلف فيه أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا وكذا، وليفتحن لي بابا من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى مقعدي وإلى ما أعد الله عز وجل لي فيها من السلاسل والاغلال والقرناء، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدي مني اليوم إلي منزلي، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث.
ارحم من قد زال ملكه
الخليفة "عبد الملك ابن مروان" رغم أنه ولد ليتوج أميرا علي المسلمين في عهد اتسعت فيه خلافة المسلمين لتشمل بلاد شتى، إلا أنه لما أحس بالموت قال: ارفعوني علي شرف، ففعل ذلك، فتنسم الروح ثم قال: يا دنيا ما أطيبك! إن طويلك لقصير، وإن قصيرك لحقير، وإن كنا منك لفي غرور.
ولما نام "عمر بن عبد العزيز" على فراش الموت دخل عليه مسلمة بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، إنك قد أفقرت أفواه ولدك من هذا المال، فلو أوصيت بهم إلي وإلى نظرائي من قومك فكفوك مؤنتهم؟!
فلما سمع مقالته قال: أجلسوني، فأجلسوه.
فقال: قد سمعت مقالتك يا مسلمة، أما قولك: إني أفقرت أفواه ولدي من هذا المال، فوالله ما ظلمتهم حقا هو لهم، ولم أكن لأعطيهم شيئا لغيرهم.
وأما ما قلت في الوصية، فإن وصيي فيهم: (الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين) وإنما ولد عمر بين أحد رجلين: إما رجل صالح، فسيغنيه الله، وإما غير ذلك، فلن أكون أول من أعانه بالمال!! ادعوا لي بني، فأتوه فلما رآهم ترقرقت عيناه وقال: بنفسي فتية تركتهم عالة لا شيء لهم، وبكي.
ثم قال: يا بني، إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقا.
يا بني إني قد خيرت بين أمرين: إما أن تستغنوا وأدخل النار، أو تفتقروا وأدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلى، قوموا عصمكم الله.
ثم قال رحمه الله: قوموا عني، فإني أري خلقا ما يزدادون إلا كثرة، ما هم بجن ولا إنس.
قال مسلمة: فقمنا وتركناه، وتنحينا عنه، وسمعنا قائلا يقول: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) ثم خفت الصوت، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض مسجى!!
[size=24][center]هارون والمأمون[/center]
ورغم أن "هارون الرشيد" كان يجاهد في سبيل الله عاما ويحج بيته الحرام عاما، عند موته استدعوا له الأطباء فيئسوا منه، فلما شعر بدنو أجله قال يصف حاله:
إن الطبيب بطبه ودوائه لا يستطيع دفاع موت قد أتي
ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان أبرأ مثله فيما مضي؟!
مات المداوي والمداوي والذي جلب الدوا أو باعه ومن اشتري
ثم قال:
أحضروا لي أكفانا.. فأحضروا له أكفانا، فأخذ منها كفنا ثم قال: احفروا لي قبرا، فحفروا له قبرا، فنظر إلى القبر وتذكر أيام مملكته حينما كانت القوات تصف بين يديه، والأمراء يصدرون عن أمره!!
عندما كانت له الكلمة النافذة، وتذكر أنه سيرحل عن هذا كله ثم يوضع في هذه الحفرة الضيقة، فقال: ما أغنى عني ماليه.. هلك عني سلطانيه.. وصدق رحمه الله!!
وعند موت "المأمون" كان نائما علي سرير فقال لهم: أحضروا ترابا، فأحضروا ترابا، قال لهم: افرشوا علي بلاط القصر، ففرشوه علي بلاط القصر، قال: أنزلوني من على السرير، فأنزلوه من علي السرير، فعرى خده ووضعه علي التراب تذللا لله وقال: "يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه"!
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة
]ize][b]
منقول للفائدة
الموضوع الأصلي : اخر ما ينطق به لسانك قبل الممات المصدر : منتدى رحيق الفردوس