منتدى الرحمة منك يارحيم
[img][/img]
اخى الزائر / اختى الزائرة يرجا التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بلاغة النظم القرآني  829894
ادارة المنتدى بلاغة النظم القرآني  103798
منتدى الرحمة منك يارحيم
[img][/img]
اخى الزائر / اختى الزائرة يرجا التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضوا معنا
او التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا بلاغة النظم القرآني  829894
ادارة المنتدى بلاغة النظم القرآني  103798

 



 
الرئيسيةبلاغة النظم القرآني  Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 بلاغة النظم القرآني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2011 11:33 am

بلاغة النظم القرآني
هو عنوان أحد المقررات التي درستها في الفصل الدراسي السابق
وهو من المقررات التي كنت أستمتع أثناء مذاكرتي لها
وقد اشترك في إعداد هذا الكتاب كل من :
د/ حسن طبل
د/زكريا سعيد
د/عبد الرحمن فودة


كلية دار العلوم
- جامعة القاهرة
تدور مادة الكتاب حول بلاغة القرآن الكريم
وبيان حقيقة الإعجاز الذي جاء به هذا القرآن
وتحدى به العرب الفصحاء البلغاء
ويذكر الكتاب أنه وإن تعددت وجوه إعجاز القرآن الكريم
إلا أن هذا الإعجاز كان بالدرجة الأولى إعجازًا بلاغيًا
لا إعجازًا علميًا أو طبيًا، أو عدديًا، أو تربويًا
ومما يدعم ذلك الكلام :
1_ أن العرب الذين تحداهم الخالق جل شأنه بالإتيان بمثل هذا القرآن قد كانوا مضرب المثل في الفصاحة واللسن،
والبلاغة والبيان، وقد جرت سنته -سبحانه - على تأييد كل رسول بمعجزة تكون من جنس ما نبغ فيه قومه، فكانت معجزة موسى هي العصا التي تنقلب حية تسعى؛ لأن قومه، كانوا قد نبغوا في ميدان السحر وكانت معجزة عيسى هي إبراء الأكمه والأبرص لأن قومه كانوا قد نبغوا في ميدان الطب، ومن ثم كان من الطبيعي أن تكون معجزة النبي صلى الله علية وسلم في القرآن هي هذا الجانب البلاغي الذي نبغ فيه العرب،واشتهروا به، حتى عرفوا بأنهم أهل الفصاحة وأرباب البيان !!
2_ أن القرآن قد تدرج في تحد يه للمشرآين حين لم يطالبهم - في إحدى مراحل التحدي - بالإتيان بمثل معانيه أو مضامينه، وذلك في قوله تبارك وتعالى :
( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (13) هود


وبالتأمل يتبين أن الجانب البلاغي الماثل في نظم القرآن هو وحده المقصود بالتحدي في الآية الكريمة إذ أنه الجانب الوحيد الذي يمكن لهؤلاء المشركين
- لو استطاعوا- الإتيان به في معان مفتراة، ومضامين كاذبة ، أما غير هذا الوجه من الأمور التي يذهب البعض إلى أنها وجوه للإعجاز كالإخبار بالغيب، أو الحقائق العلمية أو الطبية ...إلخ، فكلها تنضوي تحت المعاني أو المضامين القرآنية التي هي عين الحق ومعدن الصدق، أي أن كلا منها - بتعبير آخر - هو برهان يقيني على أن القرآن كلام الخالق )، ولكنه في الوقت نفسه ليس مثار التحدي أو مناط المعاجزة ..، هذا ما يقرره الشيخ محمود
شاكر
حيث يقول " :إن ما في القرآن من مكنون الغيب، ومن دقائق التشريع، ومن عجائب آيات الله في خلقه، كل ذلك بمعزل عن هذا التحدي المفضي إلى الإعجاز، وإن كان ما فيه من ذلك كله يعد دليلاً على أنه من عند الله تعالى،ولكنه لا يدل على أن نظمه وبيانه مباين لنظم كلام البشر و بيانهم، وأنه بهذه"( المباينة كلام رب العالمين، لا كلام البشر مثلهم .
3_ أن القرآن قد تدرج في تحديه لهؤلاء المشركين - كذلك - حتى طالبهم بالإتيان بسورة واحدة من مثله، ولفظ (سورة) ينطبق على أطول سور القرآن (البقرة)، كما ينطبق على أقصر سورة فيه (الكوثر)، وبالتأمل يتبين لنا أن الجانب البلاغي الكامن في نظم القرآن هو ما يتمثل في كلتا السورتين؛ إذ هو بمثابة التيار الساري في كل سور القرآن وآياته، وهذا بخلاف الوجوه الأخرى التي ذكرت للإعجاز، والتي لا يتمثل كل منها إلا في آيات أو في
مواطن بعينها في القرآن الكريم، فلو أننا أرجعنا الإعجاز إلى أحدها - مستقلاً عن الجانب البلاغي - لبقيت سور وآيات كثيرة لا ينطبق عليها معنى التحدي،ولا تتمثل فيها حقيقة الإعجاز !!

_______________________________
كانت هذه مقدمة على أن أنقل لكم لاحقًا إن شاء الله بعض الفوائد من هذا الكتاب ببعض التصرف


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2011 11:36 am

بلاغة اللفظة القرآنية
في دقة إختيار المفردات الملاءمة للسياق
أشار غير واحد من المفسرين وأصحاب الدراسات القرآنية إلى بلوغ

الألفاظ القرآنية بخصيصتها تلك (مثالية ملاءمتها للسياق ) قمة الإعجاز البلاغي،


يقول ابن عطية الأندلسي في مقدمة تفسيره :

"ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحاط بالكلام كله
علمًا، فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى، وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره . والصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحد من المخلوقين، ويظهر لك قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده، ثم لا يزال ينقحها حولاً كاملاً، ثم تعطى لآخر نظيره فيبدل فيها وينقح، ثم لا تزال كذلك فيها مواضع للنظر والبدل، وكتاب الله لو نزعت منه


لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد .

___________________________________

وهنا نتوقف مع بعض الألفاظ الواردة في القرآن


كي نستجلي ملامح الدقة المثلى في ملاءمة كل منها بخصائصها الصوتية وإشعاعاتها


الدلالية لخصوصية السياق الذي وردت فيه
.. فلنتأمل .




[انبجست- انفجرت]



فبينما أوثرت أولى اللفظتين في قوله جل شأنه في سورة الأعراف

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )

أوثرت الثانية في قوله سبحانه في سورة البقرة






( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) (60)

فما سبب إيثار كل لفظة في موضعها ؟

فكل من الفعلين [انبجست - انفجرت ] يدل على اندفاع الماء من الحجر بعد أن ضربه موسى بعصاه، ولكن بينهما في الدلالة على هذا المعنى فارقين يترتب الثاني منهما على الأول، وهما:



١. أن الانبجاس هو مقدمة الانفجار، أو المرحلة الممهدة له .

٢. أن الماء المندفع مع الانفجار أغزر وأكثر منه مع الانبجاس فلو افترضنا مثلاً أن ثقبًا ضيقًا حدث في ماسورة مياه فإن اندفاع خيط الماء الرفيع المنبعث منها يسمى انبجاسًا، أما إذا اتسع هذا الثقب وأدى إلى تصدع الماسورة نهائيًا فإن الماء الغزير المتدافع منها يسمى انفجارًا.
.. لعلنا في ضوء هذين الفارقين نستجلي وجه الدقة في ملاءمة كل من
هاتين اللفظتين - سياقيًا ومقاميًا - لخصوصية موقعها في هذا الكتاب المعجز
وهذا ما يتجلى بوضوح في ضوء ملاحظة ما يلي :
• سورة الأعراف هي السابقة في النزول على سورة البقرة؛ فهي الثامنة
والثلاثون في ترتيب السور المكية، أما سورة البقرة فهي الأولى في ترتيب
السور المدنية، ومن ثم كانت ملاءمة المرحلة السابقة أو المقدمة (الانبجاس)
لسورة الأعراف، وملاءمة المرحلة اللاحقة أو النتيجة (الانفجار ) لسورة البقرة!!
• تضمن كل من السياقين طلبًا للسقيا، غير أنه في سياق الأعراف كان موجهًا إلى موسى من قومه ( إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ ) أما في سياق البقرة فقد جاء موجهًا من موسى إلى الله ( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ) .
ومعنى ذلك أن الطلب الثاني جاء نتيجة للطلب الأول أو استجابة له ومن ثم كان من الملائم أن يأتي الانبجاس الذي هو بمثابة المقدمة مع الطلب الأول، وأن يأتي الانفجار الذي هو بمثابة النتيجة مع الطلب الثاني
يقول ابن الزبير الغرناطي في ذلك :
" فطلبهم ابتداء، فأشبه الابتداء الابتداء، وطلب موسى غاية لطلبهم لأنه واقع بعده ومرتب عليه، فأشبه الابتداء الابتداء، والغاية الغاية، فقيل جوابًا لطلبهم: فانبجست، وقيل إجابة لطلبه : فانفجرت، وتناسب ذلك، وجاء على ما يجب، ولم يكن ليناسب العكس، والله أعلم "
• في كلا السياقين توجه الخطاب بصيغة الأمر إلى بني إسرائيل، غير أنه في
سياق الأعراف- حيث قلة الماء (مع الانبجاس)- توجه الأمر إليهم بالأكل فقط ( فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ....كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ )
أما في سياق البقرة- حيث غزارة الماء (مع الانفجار)- فقد توجه الأمر إليهم بالأكل والشرب معًا ( فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ..كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ )





.........

تابعونا


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 1:47 am

لفظتي [غلام- ولد]





فلقد وردت هاتان اللفظتان في سياقين متشابهين ومتتاليين في سورة واحدة،



حيث أوثرت اللفظة الأولى (غلام) في قوله جل شأنه عن سيدنا زكريا عليه السلام


( فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) آل عمران






وأوثرت اللفظة الثانية (ولد) في قوله تبارك وتعالى بعد ذلك ببضع آيات :





( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) آل عمران


فكل من لفظتي (غلام- ولد) تعني: المولود الذكر، الذي بشر به زكريا ممثلاً في يحيى - عليهما السلام - في السياق الأول، وبشرت به مريم ممثلاً في عيسى- عليهما السلام- في السياق الثاني.



والتساؤل الآن هو :



لماذا أوثر التعبير عن هذا المولود بلفظ الغلام على لسان زكريا عليه السلام



والتعبير عنه بلفظ الولد على لسان مريم عليها السلام ؟!



ينبغي في البداية أن نلاحظ أن كلاً من زكريا ومريم عليهما السلام لم يكن



يتوقع الإنجاب، ومن ثم بادر كل منهما البشارة باستفهام تعجبي، فقال زكريا عليه السلام



( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ )



وقالت مريم عليها السلام



( أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )



وبالتأمل يتبين لنا أن سبب العجب في الحال الأولى يختلف عن سببه في الحال الثانية،



فعجب زكريا هو من كيفية إنجاب من تعطل لديه سبب الإنجاب
أما عجب مريم عليها السلام فهو من إنجاب من ينعدم عنده سبب الإنجاب أصلاً


وهذا والله أعلم هو سر إيثار كل من اللفظتين اللتين نحن بصددهما في موضعها من السياقين



إذ في إيثار لفظة "غلام" على لسان زكريا ومادتها تدور حول معاني النشاط والقوة إبراز للمفارقة التي كانت فكأنه يتساءل : كيف يتولد من الضعف والعجز حيوية وفتوة؟ !فهذا هومثار عجبه



أما لفظة "ولد " فقد أوثرت على لسان مريم عليها السلام؛ لأن فعل الولادة أو



الإنجاب في حد ذاته كان هو مثار دهشتها أو مرد عجبها في هذا الموقف



إذ كيف تلد من لم يمسسها بشر؟!



والتساؤل الذي يطرح نفسه علينا الآن هو :



إذا كان إيثار لفظ الولد (دون الغلام) على لسان مريم في تلك السورة هو كما رجحنا الآن



أن ولادتها بدون السبب المباشر هي مرد دهشتها ومثار إحساسها بالعجب ( وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ )



فلماذا أوثر لفظ غلام (دون ولد) على لسانها في سورة مريم، وذلك في قوله جل وعلا



( قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ) (20) مريم



لقد طرح تاج القراء الكرماني هذا التساؤل ثم أجاب عنه بقوله :



لقد أوثر لفظ "ولد" في سورة آل عمران لأنه قد تقدمه ذكر المسيح عليه السلام وهو ولدها



في قوله تعالى :( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) (45) آل عمران



وأوثر لفظ "غلام " في سورة مريم في الآية العشرين لتقدم ذكر الغلام في الآية السابقة عليها مباشرة وهي قوله سبحانه ( قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ) (19) مريم



ولعلنا نضيف - إلى ما ذكره تاج القراء - وجهًا آخر، وهو أن ولادة عيسى



كانت في سياق آل عمران مجرد بشرى بشرت بها أمه قبل حدوثها، ومن



ثم كان تركيزها عليها السلام على حدث الولادة في حد ذاته؛ بوصفه أمرًا ليس



لديها سببه، فكان إيثار لفظ "ولد" في هذا السياق



أما في سياق سورة مريم فلم تعد الولادة مجرد بشرى، بل لقد غدت واقعًا تعاني آثاره





(
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا )
(23) مريم




وظهر وليدها فعلاً على مسرح الحدث : ناطقًا بما يظهر الحقيقة، ويخرس ألسنة


المتقوّلين ومن ثم كانت لفظة "غلام" هي الأكثر ملاءمة في هذا السياق


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 1:49 am

(الرؤيا – الحُلم)
في لغتنا الدارجة لا نكاد نفرق بين هاتين اللفظتين في المعنى، ومن ثم فإننا نفسر كلاً منهما بالآخر،
وهذا بعينه تقريبًا ما جرت عليه معاجم اللغة التي تقتصر على القول بأن الرؤيا: ما يُرى في النوم والجمع رؤى، والحلم : ما يراه النائم. والجمع أحلام .


أما في لغة القرآن الكريم فإن هاتين اللفظتين وإن التقتا حول قاسم دلالي
مشترك- فإن لكل منهما فوق ذلك دائرتها الدلالية أو طاقاتها الإيحائية الخاصة؛
ومن ثم كانت لكل منهما بالتالي سياقاتها الخاصة التي تلائمها، بحيث لا يليق من
منظور البلاغة المعجزة التي يتفرد بها ذلك البيان الخالد وضع إحداهما في السياق
الذي أوثرت فيه الأخرى ، تقول الدكتورة/ عائشة عبد الرحمن في هذا الصدد


استعمل القرآن الأحلام ثلاث مرات، يشهد سياقها بأنها الأضغاث المهوشة
والهواجس المختلطة، وتأتي في المواضع الثلاثة بصيغة الجمع؛ دلالة على الخلط والتهوش،
لا يتميز فيه حلم من آخر : في جدل المشركين ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) الانبياء
وعلى لسان الملأ من قوم العزيز حين سألهم أن يفتوه في رؤياه ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ) (44) يوسف
وأما الرؤيا فجاءت في القرآن سبع مرات، كلها في الرؤيا الصادقة، وهو
لا يستعملها إلا بصيغة المفرد؛ دلالة على التميز والوضوح والصفاء .
من بين المرات السبع جاءت الرؤيا خمس مرات للأنبياء، فهي من صدق الإلهام القريب من الوحي : رؤيا إبراهيم عليه السلام في آية الصافات ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) (105) الصافات
ورؤيا يوسف عليه السلام إذ قال له أبوه ( يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (5) يوسف
نتابع سياقها في السورة وقد صدقت وتحققت ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) (100) يوسف
ورؤيا المصطفى صلى الله عليه وسلم في الإسراء ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) 60 الإسراء
ورؤياه صلى الله عليه وسلم في الفتح ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) (27) الفتح
فهذه خمس مرات من استعمال القرآن للرؤيا من الأنبياء، والمرتان
الأخريان في رؤيا العزيز وقد صدقت، وفي آيتها عبر القرآن مرتين على لسان الملك بالرؤيا؛ لوضوحها في منامه، وجلائها وصفائها، وإن بدت للملأ من قومه هواجس أوهام وأضغاث أحلام
( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) يوسف
وتمضي القصة في سياقها القرآني فإذا رؤيا الملك صادقة الإلهام، وليست
كما بدت للملأ من قومه أضغاث أحلام


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الموحد بالله

الموحد بالله

عدد المساهمات : 207
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 5:31 am

متابع مستمتع

و لكم تمنيت أن أبكي من إعجاز بلاغة القرآن .. كما يفعل شيخي ابن عبد الجواد الزهيري

فاللهم بلغنا


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حفصة الخير
كبار الشخصيات

حفصة الخير

عدد المساهمات : 1792
تاريخ التسجيل : 05/07/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 2:49 pm

الله اكبر


موضوع رائع جدا يضاف لمواضيع اعجاز البياني للقران



ومهم جدا سنستفيد منه كلنا



افرح يا اشرف يا عاشق اللغة العربية


معنا فارس جديد في القسم سيتحفنا بكل جديد



حياك الله اخي الموحد بالله



اختك حفصة


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ايوب السلفي
مراقب منتدى الرحمه الاسلامى

ابو ايوب السلفي

عدد المساهمات : 379
تاريخ التسجيل : 05/07/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2011 10:04 pm

حيا الله اخانا المعتصم وبارك فيك وفي علمك

حقيقة استفدت كثيرا من هذا الموضوع ومن هاته الامثلة البلاغية في الالفاظ

فارجو منك اخي الفاضل ان تكمل هذه السلسلة المباركة والقيمة والمفيدة

حتى يعم النفع ويحصل لك الاجر العظيم لانه كشف لخفايا معاني واعجاز

هذا الكتاب العظيم الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه لاومن خلفه

تقبلوا مرورنا

اخوك ابو ايوب


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 16, 2011 12:48 pm

اشكركم جميعا على مروركم

ولكن الاخت التى ذكرت انى الموحد

انا المعتصم بالله


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الموحد بالله

الموحد بالله

عدد المساهمات : 207
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 20, 2011 10:11 am

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك لطرحك هالموضوع القيم

ابعد الله عن وجهك حر نار جهنم والمسلمين اجمعين


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيون
عضو مميز
عضو مميز
عيون

عدد المساهمات : 3334
تاريخ التسجيل : 04/07/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 2:51 pm


كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله

المعتصم بالله

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 13/08/2011

بلاغة النظم القرآني  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بلاغة النظم القرآني    بلاغة النظم القرآني  I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 12:15 pm

جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم


 الموضوع   الأصلي : بلاغة النظم القرآني   المصدر : منتدى رحيق الفردوس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

بلاغة النظم القرآني

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرحمة منك يارحيم :: منتدى الادب والشعر ::  :: لغتنا الجميلة-

©phpBB | انشاء منتدى مع أحلى منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع